الفرقة الأولى

 

إشكالية موضوع الفرقة :

يعتبر التغير الاجتماعي ظاهرة طبيعية تخضع لها كل ظواهر الكون وشؤون الحياة البشرية والتي تصنف كصفة ملازمة للحياة الاجتماعية، فبين فترة زمنية وأخرى يظهر التحول في النظم الاجتماعية والعادات والتقاليد ويتجسد ذلك ويظهر بشكل جلي في أنماط السلوك لدى الأفراد وفي حياتهم ومعاملاتهم اليومية وحتى في منطق تفكيرهم.

المجتمع الجزائري كغيره من مجتمعات العالم عرف ويعرف تبدلا في كل جوانب بنائه الاجتماعي، والذي ظهر في تحول الأدوار الاجتماعية التي يقوم بها الأفراد، وكذا التحول في النظم الاجتماعية السائدة وتحول في قواعد الضبط الاجتماعي السائدة والتي تضمنها البناء الاجتماعي للمجتمع في حقبات تاريخية مختلفة، الحقبة الاستعمارية تلتها السنوات الأولى من الاستثمار ثم سنوات البناء في أنظمة سياسية ورؤى اجتماعية واقتصادية مختلفة، كل ذلك جعل من المجتمع الجزائري يعرف تغيرات اجتماعية كضرورة حيوية لبقاء المجتمع ونموه، فالتغيرات التي عرفها المجتمع الجزائري، تمكنه من التكيف مع واقعه الداخلي والخارجي، ويحقق لأفراده التوازن والاستقرار.

هذا التغير الاجتماعي يأتي في عدة أشكال، لعل أهمها التغير في القيم الاجتماعية، والتي تعرف بأنها مجموع المبادئ والمعتقدات التي يؤمن بها الفرد وتظهر وتتجسد في سلوكه وتفاعله وعلاقاته مع الآخرين. فالتغير الاجتماعي يشير إلى التبدل في أنماط التنظيميات الاجتماعية لجماعات معينة تعيش ضمن مجتمع معين، وفي عملية التغيرات الكبرى التي مر بها المجتمع الجزائري، تتفاعل فيه العناصر والظروف السائدة داخله بطريقة مغايرة، فيكون مجموع القيم المكتسبة تمثل نسقا متماسكا للقيم الاجتماعية؛ هذا النسق القيمي الجديد يكون له بالضرورة وظائف أساسية في حياة الأفراد، كونها تملك دور الموجه لسلوكهم، فالقيم هي التي تدفع بهم إلى اتخاذ مواقف في حياتهم الاجتماعية، وهي المشكل لميولاتهم واتجاهاتهم ومعتقداتهم. ومع تزايد التطورات الفكرية في كل العلوم بصفة عامة والعلوم الاجتماعية بصفة خاصة، توضحت الرؤية في إمكانية إحداث تغييرات قيمية لأي مجتمع بأدوات معرفية وثقافية وبرامج وخطط مخصصة لإحداث تغييرات قيمية محددة.

فالتغير القيمي حقيقة واقعة على المجتمع الجزائري كغيره من المجتمعات وعلى أفراده بكل مستويات انتمائهم، بدءا من الانتماء للأسرة ثم للمدرسة ثم لمكان العمل وصولا للمجتمع ككل. فتغير القيم الاجتماعية يمكن القبول بها كآلية طبيعية تلقائية الحدوث، لأسباب عديدة لعل أهمها تغير المعطيات والظروف التي ينتمي لها الفرد ويعيش فيها في مراحل حياته، والتي تنتقل به من حال إلى حال أخرى مغايرة عن سابقتها، كان هذا حتى أواخر القرن العشرين، غير أنه بدأت تظهر عوالم جديدة على كل المجتمعات وتأكد أنه بالإمكان التدخل بشكل مباشر لإحداث تغييرات قيمية في المجتمعات، بالبحوث والدراسات العلمية الجادة المختصة والمخصصة لبرامج كبرى ترصد لتحقيق تغيير قيمي في مجتمع ما.

والمتتبع لتطورات المجتمع الجزائري من فترة الاستقلال ليومنا هذا، يمكنه مشاهدة التحولات الحادثة فيه، على جميع الأنظمة سواء على النظام الأسري أو النظام التربوي والتعليمي أو النظام السياسي أو النظام الاقتصادي أو النظام الثقافي هذا على مستوى الأنظمة الاجتماعية الكبرى، فيما نلحظ هذه التغيرات وبشكل جلي على الأنظمة الاجتماعية الصغرى مثل طبيعة العلاقات بين أفراد المجتمع، ثقافة المجتمع، عادات وسلوكات أفراد المجتمع، وهو ما يشير بصورة أو بأخرى لتغير قيمي في المجتمع الجزائري.

فمن طرحنا السابق؛ ومن خلال هذه الفرقة سنبحث عن التغير القيمي في المجتمع الجزائري وآلياته في بناء المنظومة القيمية الاجتماعية السائدة، وذلك بطرحنا لتساؤلات عديدة فيما يخص التغير القيمي في المجتمع الجزائري:     - هل يمكن لنا الحديث عن برنامج مسطر لتغيير قيمي في المجتمع الجزائري؟

هل ثمة غايات محددة للوصول بقيم المجتمع الجزائري لشكل محدد؟

هل يمكن وضع قراءة سوسيولوجية للتغير القيمي بالمجتمع الجزائري؟

هل يمكن لنا وضع استراتيجية لتغير قيمي سليم داخل المجتمع الجزائري؟

الهدف من البحث

نهدف من خلال هذه الفرقة البحث في المحاور التالية:

التغير القيمي في الأسرة الجزائرية.

التغير القيمي الظاهر في عادات وتقاليد المجتمع الجزائري.

التغير القيمي في عديد الاصلاحات التربوية التي تدرس لأبناء المجتمع الجزائري.

التغير القيمي والهوية الاجتماعية والثقافية في المجتمع الجزائري.

التغير القيمي الظاهر في القيم التنظيمية داخل مؤسسات ومنظمات المجتمع الجزائري.

التغيير السياسي والتغير القيمي في المجتمع الجزائري

أهمية البحث

تكمن أهمية بحث هذه الفرقة في أهمية موضوع القيم الاجتماعية في ذاتها، والتي نلخص أهمها في النقاط التالية:

القيم هي المحرك الأساسي للمجتمعات.

معرفة التغير القيمي للمجتمع الجزائري يعطيالصورة الدقيقة عن المجتمع.

فهم طبيعة التغير القيمي في المجتمع يمكن أصحاب القرار في التحكم في سير التغير الاجتماعي

الفهم الصحيح لطبيعة التغير الاجتماعي أساسي في التنمية الاجتماعية.

 

 

 

 

خطة العمل (للفرقة

رزنامة النشاطات المتوقعة لفرقة البحث ( 2017 /2018/2019 )